قصة رباب:
.jpeg)
التعريف با البطلة:
اسمي رباب في عمري حاليا 45 سنة كبرت بين أحضان عائلة محافظة، ولكنها ظالمة ترعرعت في بيئة منغلقة تماما على الواقع فتاة أمية إسمي لا أدري كيف يكتب، فرائض الصلاة تعلمتها عن طريق السمع، أمية بكل صراحة كنا نتزوج ونحن قصيرات فالسن، يرون بأن المرأة مصيرها في بيت زوجها ينحصر دورها فالمجتمع على تلبية رغبات جنسية لزوجها ثم تنجب و تربي هذا دورها، أما العلم والثقافة فهما من منضورهم تجبر وطغيان ، ينتظرون موعد بلوغ الفتاة بمجرد وصول الدورة الشهرية تتزوج، بلغت في سن 16سنة كان حلمي ان اتزوج من رجل انيق كان جارنا إسمه محمد انيس، كان حلم كل فتاة في بلدتنا تمنيته أيضا ولكن الاحلام تذوب بضوء الشمس.
زواج رباب:
تقدم لي خطيب كان يكبرني ب15سنة عائلتي وافقوا على ذلك الرجل، تذكرت انني قلت لامي كيف يحدث ذلك انا لا أريده انه كبير في السن و بكيت، سمعني أبي و أبرحني ضربا قائلا بكل قواه الجاهلية متى البنات يرفضون اسيادهم الرجل انيق بماله الخاص لديه شقق فخمة رائعة، علمت حين اذن انني صفقة لمشروع مربوح استسلمت لقدري التعيس أنا لا أعلم اي شيء عن الزواج عن العلاقات الحميمية بعد شهر تم تجهيز زفافي بدون غناء وموسيقى، وليمة بسيطة عندما حل الليل دخلت الى بيتي وعش زوجي، دخل الغرفة انا بدأت ارتجف من الخوف فهم انني صغيرة وشعر بحجم خطئه.
ابتسم قليلا وقال لي انا اشعر بمدى خوفك وأي عروس تخاف من هذا اليوم، لكن لا تخافي فأنا بجانبك ارتاحي قليلا بينما سأحضر لك ما تأكلين و ترتاحي يبدو انك متعبة، قلت له لا فأنا بخير الامر عادي قال لي حسنا تفضلي معي لتشاهد منزلك المتواضع، امسك يدي و انتابني شعور جميع ولا تصدقوا ان قلت لكم اول مرة اشعر با السند في الحياة دخلت لبيوت الضيوف اثاث جميل كلاسيكي لمحت عيني صوره مع طلابه ماشاء الله، واخذ يتحدث عن حياته المهنية قال لي اين وصل مستواك العلمي لانني لم يسبق لي ان سألت ابيك عن هذا، قلت في نفسي كيف اشرح له ان التدريس محرم عنا ولا حق لنا اجبت بصوت منخفض لم يسبق لي ان دخلت المدرسة، قال لي حسنا سوف أعلمك الامر ليس بذلك السوء، رأيت مطبخي و الات الغسيل متنوعة بمعنى انني من اليوم فصاعدا لن اشتكي من غسيل الاواني شعور جميل ياجماعة، سألته عن والديه فقال بأن الاجل توفاهم قال لي في يوم تخرجي انتظرت كعكة امي التي طلتها بالشيكولاطة ومكتوب فيها مبارك عليك التخرج يا اميري، ولكن الموت سبقني و التهم أمي وابي و الكعكة معهم ذرفت عيونه دمعا استدرت وجهي قلت له هل نخرج الى الحديقة قال نعم كانت حديقة جميلة بكل مقاييس الجمال احضر كوبين من الشاي.
قال لي
تفضلي بالصحة والعافية قلت له شكرا ولكن ليس من طباعي شرب الشاي ابتسم، وقال من
اليوم فصاعدا ستتعودين عليه ابتسمت وجلست أمامي في الارجوحة القرمزية واخذنا
نتناول اطراف الحديث، قال سوف أمنح لك كل الوقت لكي تتعودي على وجودي في حياتك قلت في
نفسي كيف أكون زوجة صالحة لهذا الملاك اللهم أعيني لذلك.
قال
تذكرت أحضرت لك هدية و احضر لي نبتتين من شجرة الياسمين قال لي سوف نتقاسمهم و نغرسهم مع بعضنا البعض قال بشرط ان تسقي الزرع كل صباح باكرا.
رددت
عليه بكل براءة لما لا تسقيها أنت قال هههه بلا انا سوف أسقي ملكي وانت في راحتك.
قلت له سأفعل ما تقوله لي مضت ليلة زواجي بشكل رائع.
الحياة الزوجية:
اتذكر
جيدا رائحة عطره مازالت في أنفي حل صباح الجميل فتحت جفوني ولم أجده أمامي، ذهبت
الى الحمام ربما لا يصدقني أحد منكم احسست و كأنني مولودة صغيرة الفرحة غمرت قلبي
البريء استحممت جيدا خرجت الى الحديقة حضر الطاولة من اشهى وألذ نعم الله.
قال لي
صباح الخير يا عسل ابتسمت و احمرت خدودي قلت له لمن كل هذا قال لك يا احلى زوجة في
العالم تناولنا الغداء قال لي من اليوم فصاعدا سوف تهتمين بالحديقة قلت له من
عيوني قال سأذهب للعمل وانتي تعملين في الحديقة.
مضت
الايام ونسيت بيتنا كان وجوده في حياتي أجمل شيء، لا أرغب في الذهاب إليه أبدا مر عام على زواجي وانا متقلقة جدا بخصوص الذرية
ولكن هو عكس ذلك كان مزاجه عادي، فتحت له الموضوع قال لي ذلك الامر يعود الى الله
انا قلق بشيء اخر قلت له ماهو قال لي بخصوص
تعليمك اريد ان تصبحي انسانة متعلمة اطمئن عليك في غيابي.
قلت له
وهل كوني جاهلة تستحي من وجودي قال لا ياحبيبتي
بل لمصلحتك الحياة لا ترحم ان يفهمني وجهة نظره وفعلا كان محق.
تغير رباب نحو الافضل:
قال لي العلم نور وانت تحتاجين هذا السلاح في حياتك.... في الصباح الباكر سقيت الاشجار قال لي ارتدي حجابك سنذهب لمكان جميل، قلت له أين قال لي الى المدرسة لتتعلمي قلت له اليوم قال نعم ارتديت حجابي فذهبنا الى الاكاديمية،و بمجرد دخولنا العالم كله يسلم على زوجي شعرت و كأنني مع شخصية مشهورة وعالمية، دخلنا الى مكتب المديرة سلمت عليه واخذت تمدحه شعرت بالغيرة، تمسكت به جيدا علم حين اذن انني أغار منه، ابتسم وقال انها زوجتي رباب اريد ان تهتموا بها جيدا وتتعلم، قالت له اطمئن وبعد ذلك استودعني قال إلى اللقاء في المساء، احسست أنني طفلة صغيرة تركها أبوها دخلت الى صف التدريس هناك نساء من كامل الاعمار والفئات وبدأت اخذ الدروس معهم ولكن عقلي مع زوجي حبيبي.
سألتني الاستاذة عن عمري أجبت لها 18سنة ثم نادت المديرة با اسمي قالت بأن زوجي ينتظرني انصدمت الاستاذة قالت متزوجة قلت لها نعم، ذهبت الى زوجي و عانقته كأنني عام ولم أراه قال لي سأكون فخورا بك يوما ما سوف تدرسين و تتعلمين كل شيء اتجهنا نحو السيارة بينما كنا نتناول اطراف الحديث، قال رباب عديني ان تكملي دراستك حتى بعد وفاتي انصدمت كان الكلام كالصاعقة نزلت على قلبي عيوني امتلئت بالدموع، اخذت أبكي كصبية صغيرة خطفت منها حلواها اخذ يهدئ من روعتي و يروض قلبي رويدا رويدا، قلت له ياسين انت قدري الجميل ارجوك لا ترحل بجانبك تعلمت معنى الحب والعشق والسند بجانبك اكتشفت رباب التي بداخلي، أرجوك العاشق لا يترك معشوقته فنبض بإسمك لا تتخلى عني لا أريد من الدنيا شيئا إلا ان تكون لي الى أخير يوم في حياتي كيف لقلبي ان يحي بدونك.
حمل رباب با الطفل:
قلت له
ياسين استطيع ان اتحمل كل شي ء في الحياة إلا فراقك حتى من باب المزاح، لا تعيد
كلامك قال لي انا أحفزك فقط اريد ان تكون شيء مهم في الحياة احبك كثيرا يا رباب
انتي اهم شيء في حياتي والموت بيد الله.
حسنا سأذهب لأعد لك بعض الطعام قلت له لا انا من التي سوف تحضره ولكن اصر ان يحضره هو.
بعد شهور بدأت اعراض الحمل تظهر ياسين فرح بشكل لا يوصف كان يترك عمله، و يتحجج فقط لكي يعود الى البيت لم أرى زوجي بهذه الصورة من قبل هههه، الحب يصنع من صاحبه صورة الجنون رغم معاناتي مع الحمل الا انه أصر على اتمام دراستي وفر لي كل أشكال العناية.